لسبب ما، في كل مرة كنت أصل إلى مكان عبادة كهذا، ومنهم من هو بعيد منعزل، كان يبدو مهجورًا. أحيانًا يبدو المكان غير "مقنع". يعطي إحساسًا بأنه مخزن أثاث، نوافذ أو حواجز لخلق غرف منفردة. أحيانًا كنت أشعر أنه مكان ممتاز لأخذ غفوة- فارغ ومنعزل. لكني الآن في إسرائيل، في مطار يخدم، بحسب معطيات سلطة الطيران، أكثر من 20 مليون مسافر في السنة، ولا يوجد به حتى اليوم سوى كنيس، مرتبط مع حركة حاباد (חב"ד). لا أريد الكتابة عن الكنيس، سوى أنه مُصمّم، برأيي، بشكل جميل جدًا، وكوني "امرأة"- لن أستطيع الاستمتاع بهذا المكان.
وها قد حدث ما حدث، فقد استُدعيت للقاء في مكاتب مطار بن جوريون لأبدي رأيي حول فكرة إقامة أماكن عبادة لغير اليهود، للمسلمين والمسيحين على وجه الخصوص، ولتقديم الاستشارة لمن سيقوم بإنشائها. أصغيت للادعاءات الداعمة للفكرة ولتلك المعارضة لها. في بلادنا المتوترة- من يستطيع توقع ما سيحدث؟ إليكم معلومة غير معروفة: هناك عمليات تخريب ممتلكات في كل مكان يتواجد فيه بشر، بما في ذلك المطارات. لكنهم ينظفون ويصلحون كل ذلك قبل أن ينتبه أحد لما حصل.
إن التخوف الأكبر، من ضمن لائحة التخوفات لإقامة أماكن عبادة كهذه، ومن خبرة مؤسفة، هو تخريب الممتلكات الذي سيحدث لرموز غير يهودية، والنابع من مشاعر سلبية تجاه المسلمين والمسيحيين. وماذا سيحدث إن... وماذا سنفعل إن... لائحة التخوفات ضرورية للتجهّز لأي حدث سيحدث- رد ملائم، سريع وفعّال. هذا كله إضافة لكاميرات المراقبة.
فرحتُ جدًا أن دعوتي لتقديم الاستشارة وعرض التخوفات لم تكن بهدف إلغاء الفكرة، بل بهدف حث إقامة مشروع بناء أماكن عبادة للمسلمين والمسيحيين. كم من المصلّين سيكونون من مواطني الدولة المسافرين إلى الخارج؟ كم من المصلين سيكونون حجاجًا عائدين من زيارة الأراضي المقدسة؟ كم من المصلين سيكونون من القادمين للعلاج عند أطباء إسرائيليين؟ لن أعرف ذلك. لكن اعتبارًا من الآن سأعلم أن لهم مكانًا للصلاة، مكان غير منعزلٍ أبدًا.
لأن ما يُشغلنا هو الأراضي المقدسة، لم تُطرح فكرة التعددية و"الاحتواء" ببناء مكان عبادة مشترك. لقد خُصص مكانين للصلاة- واحد للمسلمين وواحد للمسيحيين، جيران قريبون، لكنهم منفردون. لم يخطر ببالي اقتراح مكان عبادة مشترك. فقد تربيت أنا أيضًا على مبدأ - حواجز جيدة تصنع جيرانًا جيدين (Good fences make good neighbors).